سعادتك في «نومك» - بلد نيوز

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سعادتك في «نومك» - بلد نيوز, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 11:16 صباحاً

قبل أيام وتحديدا في 14 مارس 2025، احتفلت القطاعات الصحية في جميع دول العالم بيوم «النوم» العالمي تحت شعار «جعل صحة النوم أولوية»، بهدف رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمعات بالنوم الصحي وجودته وأهميته، والتعرف على اضطرابات النوم وأسبابها وعلاجها.

والواقع أنه قبل هيمنة الشبكة العنكبوتية لم تكن اضطرابات النوم بذلك الحجم الذي يرصده الأطباء اليوم، ولا سيما في الأطفال بمختلف الشرائح العمرية، فقد زادت مشاكل الحرمان من النوم والسهر برفقة الأجهزة التي أصبحت خير جليس وونيس وترتب عليها انعكاسات سلبية عديدة قد يجلها هؤلاء الأبناء أو يتساهلون بالأمر، اعتقادا أن النوم مجرد غمض عينين واستيقاظ فقط، دون إعطاء أي أهمية للعمليات الحيوية التي تتم داخل الجسم عند النوم وتحديدا النوم المبكر.

دعوني أن أتناول في المساحة القادمة الجوانب المهمة للنوم وخصوصا في حياة الأطفال، وأستهل ذلك بالهرمونات التي تفرز ليلا وقت النوم المبكر ولها علاقة ببلوغ الأطفال الطول المناسب وتجنب قصر القامة وهو (هرمون النمو) الذي يساهم في بناء عضلات وأنسجة الجسم ويعتمد على نمو الجسم بشكل عام، ويتم إفرازه من خلال الغدة النخامية في الدم، إذ يعتمد هرمون النمو على تعزيز مرحلة النمو لدى الأطفال والمراهقين ما قبل سن السادسة عشرة، ويحافظ على التمثيل الغذائي، ويعمل على تنظيم نسبة السكر بالدم.

والغدة النخامية تعمل على إفراز هرمون النمو لتحفيز الجسم وزيادة مراحل النمو لدى الأطفال، وهناك العديد من العوامل التي تزيد من مستوى «هرمون النمو» في الجسم، كالنوم المنتظم، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، أما السهر فيعيق كل ذلك، ولكن من حكمة الله أن يعود هرمون النمو للعمل بشكل طبيعي عند الأطفال واليافعين في حال تجنب السهر وضبط الساعة البيولوجية بالنوم المبكر.

ونأتي إلى هرمون الميلاتونين الذي يفرز ليلا، وهو هرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورا مهما في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، ووظيفة الميلاتونين الرئيسية في الجسم هي تنظيم دورات الليل والنهار أو دورات النوم والاستيقاظ، ويكون الظلام سببا في إنتاج الجسم المزيد من الميلاتونين.

كما أن النوم الصحي ليلا والاستيقاظ مبكرا يعزز أيضا عمل الجهاز المناعي، الذي ينتج أثناء النوم مواد وقائية لمكافحة العدوى، ومن هذه المواد السيتوكينات التي تستخدم في مكافحة البكتيريا والفايروسات، وتساعد على النوم، وتمد الجهاز المناعي بالطاقة اللازمة للدفاع عن الجسم ضد المرض، بينما نقص أو سوء النوم قد يمنع الجهاز المناعي من بناء نفسه، واستعادة قوته، مما يؤدي إلى ضعفه في مكافحة الأمراض، وقد يستغرق الشخص وقتا أطول من العادة حتى يشفى من المرض.

وبجانب كل ما سبق هناك فوائد مهمة للنوم الصحي منها تعزيز صحة الجسم ومنح الطاقة لنشاط أكثر خلال اليوم، مكافحة المرض عن طريق تعزيز الاستجابة الدفاعية لجهاز المناعة، تقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية، التقليل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وذلك من خلال مساعدة الجسم على الحفاظ على مستويات سكر الدم المناسبة، التحكم بالوزن؛ حيث يساعد الجسم على تنظيم الهرمونات المتحكمة في الشهية والتمثيل الغذائي، السلامة العقلية، حيث يساعد على تقليل مشاعر الإحباط والقلق والاكتئاب، تعزيز القدرات المعرفية، بالإضافة إلى المساعدة على التركيز والتفكير، تحسين مستوى اليقظة؛ مما يقلل مخاطر الإصابات والحوادث، وأيضا تجنب الكثير من الأعراض التي تحدث نتيجة قلة النوم ومنها النعاس المتكرر نهارا والنوم القهري والصداع وضعف التركيز والشعور بالخمول والكسل وتقلب المزاج.

وأكدت دراسات عالمية عديدة أن سعادة الإنسان مرتبطة بساعات نومه وجودته، إذ خلصت دراسة أجرتها جامعة بينجهامتون الأمريكية، إلى أن أوقات النوم غير المنتظمة تجعل الفرد شخصا سلبيا، ووجدت الدراسة أن السعادة لا ترتبط فقط بعدد الساعات التي ينامها الإنسان، ولكن بالوقت الذي يذهب فيه أيضا إلى السرير «وقت الخلود إلى النوم»، فالأشخاص الذين يميلون للنوم متأخرا ويسهرون كثيرا يعانون من تقلب المزاج والتفكير السلبي بصورة مزمنة، عكس الذين ينامون مبكرا ويستيقظون في الوقت المحدد فهؤلاء يتمتعون بجودة الحياة بشكل أفضل من غيرهم.

الخلاصة: سعادة الإنسان مرتبطة بنومه الصحي بساعاته وجودته، وتزداد أهميته لدى جيل اليوم لارتباطه بإفراز هرمون النمو  الذي يفرز ليلا والمسؤول عن بلوغ الطول المناسب وتجنب قصر القامة، كما أن النوم الصحي ليلا والاستيقاظ مبكرا يعزز أيضا عمل الجهاز المناعي، الذي ينتج أثناء النوم مواد وقائية لمكافحة العدوى، ومن هذه المواد السيتوكينات التي تستخدم في مكافحة البكتيريا والفايروسات، بجانب تقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية ومخاطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وتنظيم الهرمونات المتحكمة في الشهية والتمثيل الغذائي، وأيضا السلامة العقلية، حيث يساعد على تقليل مشاعر الإحباط والقلق والاكتئاب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق