نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مركاز الاستثمار من مكة للعالم - بلد نيوز, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 11:16 صباحاً
مكة ليست بحاجة إلى حملة تسويقية ضخمة، ولا إلى ابتكار هوية اقتصادية من العدم، فهي مدينة تملك المقومات التي تجعلها مركزا اقتصاديا عالميا، ونحن بالوقت نفسه نسعى دائما إلى تطوير الخدمات التي نقدمها لزوارها.
في السنوات الأخيرة بدأت مكة تأخذ خطوات جدية نحو استثمار موقعها الفريد وتحويله إلى قوة اقتصادية مستدامة تقدم أكبر وأفضل الخدمات لزوارها وسكانها. وهنا يأتي دور مركاز البلد الأمين، الذي لا يُعتبر مجرد فعالية رمضانية، بل منصة استراتيجية تجمع صنّاع القرار والمستثمرين والخبراء للمشاركة في تطوير مكة كمركز اقتصادي عالمي.
في هذا المركاز لا تُطرح الأسئلة التقليدية، بل تُناقش الحلول الابتكارية: كيف يمكن أن تتحول مكة إلى مختبر اقتصادي مفتوح؟ كيف يمكن أن تصبح مركزا عالميا للضيافة الإسلامية والتقنيات الذكية في إدارة الحشود؟ كيف ستصبح تجربة الزائر مميزة وبأعلى مستوى؟
الفرص في مكة ليست مجرد افتراضات نظرية، بل هي واقع ملموس واستثمارات تتسابق للمشاركة في تطوير المكان. قطاع الضيافة، وهو واحد من أكثر القطاعات حيوية، حيث يزداد الطلب على الإقامة مع كل موسم حج وعمرة. والاستثمار في الضيافة لا يعني فقط بناء فنادق جديدة، بل تطوير تجربة إقامة متكاملة، من الشقق الفندقية إلى الحلول الذكية التي تضمن راحة الزائر.
الخدمات اللوجستية في مكة ستبقى دائما مكانا حاضنا لكل ما هو جديد وكل ما هو ابتكار، وتطبق أفضل التجارب في عمليات النقل. المدينة تستقبل ملايين الزوار، وبنيتها التحتية الأكثر احتضانا لأنظمة النقل الذكية وشبكات التوصيل السريع. دائما خدمات مكة اللوجستية التي تربط مكة بمحيطها هي الأكثر قابلية والأجدى لكل ما هو يخدم تطوير القطاع، سواء في نقل الزوار أو في تسهيل وصول البضائع والخدمات إليهم. الاستثمار هنا ليس فقط في بناء الطرق أو تشغيل وسائل النقل، بل في الابتكار في إدارة حركة الناس والبضائع بما يتماشى مع خطط تطويرها وجعلها مدينة ذكية وحاضنة إلى كل ما هو مفيد.
الاستثمار في مكة لا يُنظر له كاستثمار عقاري تقليدي أو تجاري، بل يُنظر له كمنظومة متكاملة تقدم أفضل تجربة لزوار مكة وأهلها، ويُنظر لها لأن تكون أفضل تجربة سكن ونقل واستقرار وتسوق.
أما قطاع التجزئة، فهو سوق مفتوح على مصراعيه، وسوق تجاري عالمي بامتياز، تستقطب مكة زوارا من ثقافات واحتياجات استهلاكية متنوعة، ونستبشر بأن تكون مشاريعها نموذجا لتجربة تسوق مبتكرة، تجمع بين التراث والحداثة، وتلبية الحاجة، وتستفيد من التقنية والخدمات اللوجستية في تقديم خدمات أكثر سلاسة وتخصيصا للزائر.
وإذا كنا نتحدث عن مكة كمركز عالمي، فلا يمكن إغفال دور التقنية والابتكار.
المدينة مهيأة لأن تكون نموذجا رائدا للمدن الذكية، حيث يتم تسخير الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات الضخمة، في تحسين إدارة الحشود، وتطوير الخدمات الرقمية، وخلق بيئة أكثر مرونة وراحة لزوارها. هذه ليست أفكارا مستقبلية، فالفرص الاستثمارية متاحة لكل من يستطيع أن يساهم بما هو مستهدف لمكة.
مكة لا تحتاج إلى أن تصبح وجهة استثمارية، فهي بالفعل كذلك. الفرق فقط في أن يدرك البعض الفرص قبل غيره، أي المستثمرين من خارج الاستثمارات التقليدية.
المدينة ليست بحاجة إلى من يكتشفها، بل إلى من يبحث عن استثمارات وحلول ابتكارية وريادية، ومن يستطيع أن يرى ما وراء الأرقام، ويدرك أن الاستثمار فيها ليس فقط في البنية التحتية، بل في التجربة الإنسانية التي تجعل مكة وجهة لا تشبه غيرها، ونحن نتسابق دائما لتقديم أفضل تجربة لزوار المنطقة وسكانها.
Barjasbh@
0 تعليق