في عالم التكنولوجيا المتسارع أصبح من المدهش كيف يمكن لجهاز بسيط مثل البيجر أن يتحول من مجرد وسيلة للتواصل إلى أداة تستخدم في أمور خطيرة مثل المتفجرات المهندس ياسر القاضي يوضح في دراسته أن هذا التحول يعود إلى التطورات التكنولوجية التي سمحت بتعديل الأجهزة لتناسب أغراض مختلفة مما يثير تساؤلات حول الأمان وكيفية استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول إن فهم هذه العمليات يمكن أن يساعد في تحسين الأمن الشخصي والعام ويعزز الوعي بالتكنولوجيا المحيطة بنا مما يدفعنا للتفكير في كيفية استخدامنا للأجهزة في حياتنا اليومية.

أخطاء حزب الله في استخدام جهاز البيجر

كشف المهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، عن تفاصيل مثيرة حول جهاز البيجر (Pager) الذي استخدمه عناصر حزب الله، حيث أشار إلى أن هذا الجهاز قديم ويعتمد على تكنولوجيا غير متطورة، ويُستخدم بشكل أساسي في الأماكن المغلقة، وأوضح أن حزب الله ارتكب ثلاث أخطاء جوهرية في هذا السياق، أولها الاعتماد على شركة واحدة لتوريد الأجهزة، وهي شركة تعرضت للاختراق وممولة خارجيًا، وثانيها هو شراء كميات ضخمة من الأجهزة دفعة واحدة، وثالثها هو الفشل في اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين شبكاته.

تحويل البيجر إلى أداة تفجير

وأضاف القاضي خلال ندوة مع ، أن هذه الثغرات أفسحت المجال لزرع متفجرات في تلك الأجهزة، مما سمح بتفجيرها عن بُعد بمجرد تلقي اتصال خارجي، وهو ما حولها إلى أداة تفجير فعلية، واعتبر القاضي أن هذا يعد خطأ استراتيجيًا جسيمًا كان يجب تفاديه بمزيد من الحذر والتركيز على تأمين الأجهزة المستخدمة.

استراتيجية الأمن القومي في تكنولوجيا المعلومات

وتحدث القاضي عن استراتيجية تم وضعها أثناء توليه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تم التركيز على الحفاظ على الأمن القومي من خلال استخدام وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وحماية البيانات الخاصة بالدولة والمواطنين، وأكد على ضرورة الاعتماد على منتجات وطنية بديلة للمنتجات الأجنبية في خدمات التواصل الاجتماعي، وتبادل الرسائل والمكالمات عبر الشبكات، بالإضافة إلى خدمات تحديد المواقع (GPS)، مشيرًا إلى أن هذا النهج قد اتبعته دول مثل الصين وروسيا والهند والإمارات.