استقرار سعر النفط يعتبر من المؤشرات الاقتصادية الهامة التي تؤثر على الأسواق العالمية حيث سجل البرميل 67.87 دولار بعد خفض الفائدة مما يعكس توازن العرض والطلب في السوق النفطية ويعزز الثقة بين المستثمرين كما أن هذا الاستقرار قد يساهم في تحسين النمو الاقتصادي في العديد من الدول ويعكس أيضًا استجابة السوق للتغيرات الاقتصادية العالمية مما يجعل متابعة سعر النفط أمرًا ضروريًا لفهم الاتجاهات المستقبلية في الاقتصاد العالمي.
استقرار أسعار النفط بعد خفض الفائدة
استقرت أسعار النفط اليوم الخميس، عقب خفض البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة الرئيسي كما كان متوقعاً، حيث أثارت الإشارة إلى إمكانية المزيد من التيسير النقدي قبل نهاية العام، احتمالية زيادة الطلب نتيجة انخفاض تكاليف الاقتراض، وقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 8 سنتات، أو 0.12%، لتصل إلى 67.87 دولار للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 10 سنتات، أو 0.16%، لتسجل 63.95 دولار، وقد جاء هذا التراجع بعد أن خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة بربع نقطة مئوية، مع الإشارة إلى تخفيضات أخرى محتملة خلال الفترة المتبقية من العام، استجابة لمؤشرات الضعف في سوق العمل.
المزيد من التخفيضات وتأثيرها على السوق
وفي هذا السياق، أشار كبير الاقتصاديين والمدير العالمي لتحليل السوق لدى ريستاد إنرجي، كلاوديو جالمبرتي، إلى أن الحديث عن المزيد من التخفيضات يدل على أن مجلس الاحتياطي يرى أن المخاطر الاقتصادية المرتبطة بالبطالة أعلى بكثير من مخاطر التضخم، وأوضح أن تخفيضات الفائدة المتوقعة، خاصة بالنسبة لخام برنت، ستكون عوامل دافعة للصعود، رغم أنها قد تواجه استراتيجية أوبك+ لزيادة الإنتاج، مما يضيف بعداً آخر للتحديات التي تواجه السوق.
مخزونات النفط الخام الأمريكية والطلب العالمي
على صعيد الطلب، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة انخفاضاً حاداً في مخزونات النفط الخام الأمريكية الأسبوع الماضي، حيث تراجع صافي الواردات إلى مستوى قياسي، بينما قفزت الصادرات إلى أعلى مستوى لها في عامين تقريباً، ورغم ذلك، فإن ارتفاع مخزونات نواتج التقطير بمقدار أربعة ملايين برميل، مقابل توقعات السوق البالغة مليون برميل، أثار القلق بشأن الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم، مما ضغط على الأسعار، وأشار جيه.بي مورجان إلى أن متوسط الطلب العالمي على النفط بلغ 104.4 مليون برميل يومياً حتى 17 سبتمبر، بزيادة سنوية قدرها 0.520 مليون برميل يومياً، بينما سجل الطلب منذ بداية العام حتى الآن زيادة قدرها 0.8 مليون برميل يومياً، وهو ما يقل قليلاً عن توقعات البنك البالغة 0.83 مليون برميل يومياً، ورغم تراجع معدل الرحلات الجوية في الولايات المتحدة والصين مع انتهاء موسم السفر الصيفي، إلا أن النشاط في أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية لا يزال مستمراً في النمو.