خبراء السياسة: التدخل الإسرائيلي المستمر في الجنوب السوري يسهم في تفاقم الأوضاع السلبية

خبراء السياسة: التدخل الإسرائيلي المستمر في الجنوب السوري يسهم في تفاقم الأوضاع السلبية

يعتبر التدخل الإسرائيلي المتواصل في الجنوب السوري قضية تثير الكثير من الجدل بين المحللين والخبراء السياسيين حيث يشير العديد منهم إلى أن هذا التدخل يلعب دورًا سلبيًا في زعزعة الاستقرار الإقليمي ويزيد من حدة التوترات بين الأطراف المختلفة في المنطقة كما أن هذه التحركات تؤثر سلبًا على جهود السلام وتعيق الحلول السياسية المستدامة التي يسعى إليها المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا وبالتالي فإن الحاجة إلى حوار شامل ومثمر تزداد يومًا بعد يوم في ظل هذه الظروف المعقدة والمتغيرة التي تعيشها المنطقة.

أحداث السويداء وتأثيرها على الوضع السوري

شهدت محافظة السويداء مؤخرًا أحداثًا دامية بين الدروز والبدو، مما أسفر عن مئات القتلى ونزوح حوالي 175 ألف شخص، وقد تضررت البنية التحتية بشكل كبير، خاصة في مجالات المياه والكهرباء، هذه الأحداث تعكس هشاشة الوضع القائم في سوريا، حيث يقف البلد أمام خيارات مصيرية قد تؤثر على جغرافيته التاريخية ومكانته الإقليمية، أو تعمق الانقسام المجتمعي الذي يعاني منه.

التدخلات الخارجية وتعقيدات المشهد السوري

في هذا السياق، أشار الخبير السياسي ياسين الحمد إلى أن الأحداث الأخيرة في السويداء والساحل السوري تعيد النقاش حول النموذج الفيدرالي كحل محتمل لإدارة التنوع، خاصة بعد انهيار النظام وانحلال الأجهزة الأمنية، مما أدى إلى فراغ أمني عميق، كما أن التدخل الإسرائيلي المتواصل في الجنوب السوري يزيد من تعقيد الأمور، حيث أن إسرائيل توغلت في المنطقة العازلة وأقامت نقاطًا عسكرية جديدة، مما يتجاهل اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، هذا التصعيد الإسرائيلي يعكس مساعي الاحتلال لفرض هيمنته على المناطق المجاورة، ويعزز من الانقسام الطائفي في سوريا.

تحديات إعادة الإعمار والأزمة الاقتصادية

على صعيد آخر، يشير الوضع الاقتصادي في سوريا إلى تدهور كبير، حيث انكمش الاقتصاد بأكثر من 85% منذ عام 2011، وتضررت 50% من البنية التحتية للكهرباء، بينما تقدر تكلفة إعادة الإعمار بحوالي 400 مليار دولار، بالإضافة إلى تحكم قوات سوريا الديمقراطية في مناطق النفط والغاز، مما يحرم الحكومة من إيرادات حيوية، وفي ظل هذه الظروف المعقدة، يبقى الحديث عن أزمة السويداء مبكرًا، حيث أن إسرائيل تسعى لتكون حامية للأقليات، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد على المشهد السوري.