مرصد الأزهر: الذكاء الاصطناعي أداة فعّالة في مواجهة خطاب الكراهية عبر الفضاء الرقمي

مرصد الأزهر يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة واعدة يمكن استخدامها بفعالية في مواجهة خطاب الكراهية الذي ينتشر عبر الفضاء الرقمي حيث يمكن للتقنيات الحديثة تحليل المحتوى وتحديد الرسائل الضارة بسرعة كبيرة مما يساهم في حماية المجتمعات من الأثر السلبي لهذا الخطاب ومع تقدم الذكاء الاصطناعي فإن القدرة على رصد ومكافحة الكراهية ستتحسن بشكل ملحوظ مما يعزز من بيئة رقمية أكثر أمانا وتسامحا بين الأفراد والمجتمعات المختلفة.
خطاب الكراهية وتأثيره على المجتمعات
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن “خطاب الكراهية” أصبح المحرك الرئيسي للعديد من أعمال العداء والعنف والتمييز التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت بيئة خصبة لترويج الأفكار المتشددة، حيث إن هذه المنصات تسهم في نشر مثل هذه الأفكار بشكل غير مسبوق، مما يتطلب ضرورة التصدي لهذه الظاهرة بحلول فعالة.
دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة خطاب الكراهية
أوضح المرصد أن الثورة التكنولوجية زادت من خطورة خطاب الكراهية، مما يستدعي استخدام أدوات تقنية متطورة لرصد هذا الخطاب والحد من آثاره، ويعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الحلول في هذا المجال، بفضل قدراته على تحليل البيانات وتصنيف المحتوى، مما يتيح الكشف المبكر عن خطاب الكراهية بدقة وسرعة عالية، ورغم أنه ليس بديلاً عن الدور البشري، إلا أنه يعد أداة فعالة إذا تم استخدامه ضمن إطار قانوني وأخلاقي واضح.
التحديات والفرص في استخدام الذكاء الاصطناعي
كما شدد المرصد على أن استخدام الذكاء الاصطناعي يسهم في خلق بيئة رقمية أكثر أمانًا، حيث يحمي الفئات المستضعفة مثل الأقليات والنساء والمهاجرين من استهداف خطاب الكراهية، ولكن هناك تحديات مرتبطة باستخدام هذه التكنولوجيا، مثل صعوبة التمييز بين حرية التعبير المشروعة وخطاب الكراهية، بالإضافة إلى ضرورة تحديث النماذج والخوارزميات باستمرار لمواكبة التطور في أساليب نشر هذا الخطاب، مما يجعل من الضروري وجود ضوابط قانونية صارمة لحماية الخصوصية ومنع إساءة استخدام البيانات، خاصة في بعض السياقات السياسية، لذا يعد توظيف الذكاء الاصطناعي ضرورة أخلاقية ومجتمعية لحماية الفضاء الرقمي وتعزيز قيم العدالة والتسامح.