احتفال مولد النبي: أيمن أبو عمر يكشف التفاصيل

احتفال مولد النبي: أيمن أبو عمر يكشف التفاصيل

الاحتفال بمولد النبي يعتبر من المناسبات العظيمة التي تجمع المسلمين في جميع أنحاء العالم حيث يتبادل الناس التهاني ويعبرون عن محبتهم للنبي الكريم من خلال إقامة الفعاليات الدينية والثقافية التي تسلط الضوء على سيرته العطرة وتعلم الدروس المستفادة من حياته الشريفة كما يتم تنظيم المحاضرات والندوات التي تتناول أهمية هذا اليوم في تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية بين أفراد المجتمع ويعتبر ذلك فرصة لتعميق الروابط الاجتماعية ونشر المحبة والسلام بين الناس إذ يشارك الجميع في إحياء هذه الذكرى من خلال الأناشيد والمدائح التي تذكر بفضل النبي ودوره في نشر الإسلام وتعزيز قيم الرحمة والتسامح بين البشر.

الاحتفال بميلاد النبي: فرحة تتجاوز الزمن

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، أن الاحتفال بميلاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أكثر من مجرد مناسبة تاريخية، فهو يمثل تجسيدًا لفرحة الكون بقدوم الرحمة المهداة، وأوضح خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة" المذاع على قناة الناس، أن لحظة الميلاد الشريف كانت بمثابة تصالح مع البشرية، حيث تحققت دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام، التي وردت في قوله: "رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ"، وكذلك بشرى سيدنا عيسى عليه السلام عندما قال: «وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ».

عظمة اللحظة وتأثيرها

وأشار أبو عمر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عبر عن عظمة تلك اللحظة بقوله: "أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي حين ولدتني نورًا أضاءت منه قصور الشام"، مما يعكس الأثر العميق لميلاده على العالم أجمع، وأكد أن الفرح بميلاد النبي له جذور راسخة في التاريخ، حتى أن أبا لهب، رغم كفره، خُفف عنه العذاب كل يوم اثنين لفرحته بميلاد النبي، حيث بشّرته جاريته ثويبة، فقام بإعتاقها كمكافأة لها، وقد صور الإمام ناصر الدين الدمشقي هذا المعنى شعريًا، مما يعكس أهمية تلك اللحظة حتى لدى أعداء الدعوة.

إحياء الذكرى وتجديد العهد

وتساءل أبو عمر: «فما الظن بمسلمٍ موحّدٍ عاش عمره كله محبًا ومسرورًا بميلاد النبي وبهديه؟»، مؤكدًا أن إحياء هذه الذكرى العطرة هو بمثابة تجديد للعهد مع القيم التي جاء بها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، من رحمة وهداية وبشرى، مما يعكس أهمية هذه المناسبة في تعزيز الروابط الروحية والاجتماعية بين المسلمين، ويشجع على تعزيز القيم النبيلة التي جاء بها الإسلام، مما يجعل الاحتفال بميلاده فرصة للتأمل والتفكر في رسالته العظيمة.